مصحة الأشباح
انا بعاني من ارق حاد بقالي سنين
احساس انك كل يوم تفضل صاحي
ف وسط مالعالم كله يكون نايم
احساس مميت بمعني الكلمة
و عشان اقدر اتعامل مع ده
اشتغلت كحارس امن ليلي
ف مصحة نفسية
لما اتعرض عليا الوظيفة دي
وافقت علطول و ابتديت املى البيانات
و كانت كل حاجة ماشية كويس وقتها
و ابتديت اقول ل نفسي
طالما كده كده عندي ارق و بفضل صاحي طول الليل
يبقى عالاقل اقبض
مقابل الصحيان ده
الوظيفة مكنتش صعبة
كان مطلوب مني اني الف ف الممر
كل ساعة تقريبا
عشان اتأكد ان كل الابواب مقفولة
و كنت كل فترة بروح اعمل قهوة
عشان افضل فايق و مركز
فالعادة
بيكون بليل موجود ممرضتين
عشان لو حصل اي حالة طارئة
لكنهم كانوا اغلب الوقت .. بيناموا فالشيفت بتاعهم
عشان كده كان نادرا لما كنت بشوفهم
الاحتكاك بيني و بين المرضى الموجودين فالمكان
كان قليل جدا
كان فيه حوالي ١٥ او ٢٠ مريض
ما بين مرضى دايمين فالمصحة
و مرضى تانين بيدخلوها فترة
و بيخرجوا بعدها
كان ده الروتين بتاع المكان
و كنت مش بشوف المرضى الموجودين
غير و هما نايمين
انا عارف انه شئ غريب اني اشوفهم فالوضع ده
لكن ده لأن اغلبهم
بيكونوا مجرمين او سفاحين
ف كنت بتجنب اني اتكلم معاهم
اوضة التمريض
كانت دايما بتكون مكركبة و متبهدلة
و كلها كبايات قهوة مرمية عالارض
لكن كان موجود فيها شاشات كبيرة
متوصلة ب الكاميرات الموجودة ف اوض المرضى
عشان الممرضات يقدروا يتابعوا المرضى
اول ب اول
كنت بقضى اغلب وقتي فالاوضة دي
لما اكون خلصت مرور فالمصحة
كان شئ غريب .. و مريح بالنسبالي ف نفس الوقت
اني اتفرج عالمرضى و هم نايمين
من خلال الشاشات
و اشوفهم و هما موجودين ف عالم تاني
بعيد عن العالم الحقيقي
كان شكلهم كانهم اموات
عالاقل بالنسبالي
و من بين المرضى دول كلهم
كان فيه ٢ او ٣
بيعانوا من مرض غريب
وهو المشى اثناء النوم
لكن الدكاترة هنا كانوا بيسبوهم بطبيعتهم
لحد ما يبتدوا يمثلوا تهديد حقيقي
بصراحة
و على عكس اغلب المصحات النفسية
المرضى هنا
كان اغلبهم عندهم ميول عدوانية
عشان كده كل الشبابيك
كان لازم تكون مقفولة
و تكون مصنوعة من ازاز قوي جدا
و كل الابواب الخارجية
كان لازم تكون مقفولة باحكام
كنت متعود كل يوم اني امر فالممرات اللي بين الاوض
و أحيانا
كنت بشوف مرضى واقفين فالطرقة
و هما بيهمسوا ب كلام غريب و مش مفهوم
و بيعملوا حركات غريبة و مرعبة
و ف ليلة
كنت ماشي زي عادة كل يوم بمر فالطرقة اللي بين الاوض
لما فجاة
سمعت صوت مخيف
كأن حد بيشخر
و اول م لفيت
شفت ست كبيرة
كانت بتمشي و هي نايمة
كان شكلها غريب
و مخيف ف نفس الوقت
وشها كان منفوخ و لونه احمر
و كانت لابسة بيجامة زرقا
و فوقيها بالطو لونه احمر كان بيطير فالهوا
واثناء م كانت ماشية
كان واضح من شكلها انها مش حاسة بالعالم اللي حواليها
ابتديت اتحرك و اقرب منها
لكن وقتها
وقفت وهي مدياني ضهرها
و فضلت باصة عالحيطة اللي كانت قدامها
كانت ثابتة ف مكانها كأنها تمثال
ووشها كان على وشك انه يلزق فالحيطة
فالوقت ده قررت امشي مالمكان و اتجنب الكلام معاها
لكن فجأة
الست : ليه عملت فينا كده ؟!
وقتها حسيت برعشة ف جسمي كله
لفيت بسرعة و سألتها
انا : نعم !
ردت عليا
الست : انت ليه عملت فينا كده !
كان صوتها مخيف جدا
كانه صوت جن او شبح
رديت عليها
انا : ااا هوو حضرتك بتكلميني ؟!
الست : مفيش حد غيرك فالمكااان
كان كلامها فعلا حقيقي
لكن فالعادة اللي بيمشوا و هم نايمين
بيكونوا مش مدركين العالم من حواليهم
لدرجة انهم يتعرفوا على الاشخاص
و بيكون اغلب كلامهم مش واقعي
و ده اللي اثار فضولي وقتها
عشان كده سألتها
انا : انتي تقصدي ايه ؟!
الست : انت حتعمل جريمة فظيعة
فظيعة جدا
و مش حيكون فيه حد تلومه ساعتها
غير نفسك
انا : اااا انا شايف انك محتاجة ترجعي للسرير بتاعك
لكن وقتها
ابتدت تضحك ضحكة مرعبة
خلت ضربات قلبي تزيد بسرعة
كانه حيخرج من مكانه
الست : انت فاكر نفسك هنا بتعمل ايه ؟!
سألتني من غير متدور وشها او تبصلي
ووقتها ضحكت و قلتلها
انا : ااا انا بشتغل هنا
عشان اعتني بيكم
الست : انت بجد فاكر انه عادي انك تيجي تشتغل هنا ف مصحة نفسية !
من وسط كل الأماكن التانية!
مستحيل انها تكون تعرف كل ده عني
الست : شايف انه غير منطقي .. مش كده !
الحقيقة انك لما تفكر ف ده
مفيش اي حاجة منطقية انك تيجي تشتغل هنا
فالمكان ده
وقتها وقفت مصدوم وسط التساؤلات اللي كانت بتدورفدماغي
هو انا ممكن اكون بهلوس تاني !
انا : ااا انا لازم امشي
كنت مشوش جدا وقتها
و مش عارف انا حروح فين ولا اعمل ايه
و كنت حاسس برعشة ف جسمي كله
دورت وشي وابتديت اتحرك فالممر وانا مرعوب
لكن التصرف الغريب اللي الست دي عملته
خلاني اسأل نفسي هي ليه اصلا
بقت بتمشي و هي نايمة
وقتها مشيت لحد موصلت اوضة التمريض
لكن اول م دخلت
شفت ممرضة قاعدة عالكرسي جمب المكتب
و كان جمبها كباية قهوة
والدخان بيخرج منها
لكنها هي كمان
كانت مدياني ضهرها
وقتها قلتلها
انا : العيانين مريحين اوي النهارده
الست : حتفضل طول عمرك .. تهرب مالحقيقة
كان نفس الصوت .. اللي انا سمعته من شوية
مالمريضة المرعبة
الست : المسألة مسألة وقت
و قريب جدا
حتواجه الحقيقة ب نفسك
و كل مالمدة طالت
كل ما حيبقى اسوأ
وقتها حسيت ب تنميل ف جسمي كله بعد اللي سمعته
و جريت بسرعة عالكرسي عشان اشوف وشها
لكن اول م بصتلها
شفت واحدة كانت عينيها مقفولة
و كان واضح من التعبيرات اللي على وشها
كأنها شخص غرقان ف وسط حلم غامض
او شخص ميت
وشها كان شكله مخيف جدا
و كان فيه حاجات بتخرج من بين شفايفها
و ف اقل من ثانية
ابتديت اسمع صوت شاشات الكاميرات اللي موجودة
و هي بتتكسر ورايا
و كان فيه كهربا و انوار ف كل مكان
كأنه برق بيضرب ف اوضة ضلمة
و اول م بصيت عالشاشات
شفت دم كان بيخرج من جواها
و بعدها
ابتدي يظهر خيال فالكاميرات
و كانت كل كاميرا
بتصور مشهد معين من جوه الاوضة بالأبيض و الاسود
ابتديت اركز اكتر عشان اشوف ايه اللي ظاهر عالشاشات
ووقتها
شفت شخص واقف فالممر
و كان بيحرك دماغه بطريقة مرعبة
كأنه شخص ملبوس
او شبح
و بعدها
الشاشات كلها انفجرت
و ابتدى يظهر قدامي كل المرضى الموجودين فالمصحة
عيونهم كانت واسعة جدا
و كان فيه رعب مرسوم على وشوشهم
و بقهم كان مفتوح كانهم بيصرخوا صرخة مكتومة
و لما ركزت اكتر ف بقهم
كانوا كلهم لسانهم مقطوع
كانوا واقفين قدامي كلهم كانهم تماثيل اشباح
وقتها ابتديت اصرخ و اسألهم
انا : اا هو ايه اللي بيحصل هنا ؟!
ااا انتوا بتعملوا فيا كده ليه ؟!!
لكن وقتها
محدش رد عليا
و فجاة
الست المرعبة اللي قابلتها فالممر
ظهرت من وسط الضلمة و جت وقفت قدامي
و للمرة الاولي
شفت وشها
و ف اقل من ثانية
كنت اتعرفت عليها
كانت ضحيتي الاولي
ايوه
كانت اول اسم مكتوب فالقايمة بتاعتي
لأني كنت سفاح ليلي بيقتل الناس الابرياء
عشان يقدر انه يتجاوز المرض النفسي اللي كان عنده
واللي بيسببله ارق طول الليل
انا : لكن .. لكن .. انتي ميتة
انا فين .. ايه المكان ده
انا مش عايز ابقى هنا
و بعدها
ابتديت اتعرف على كل المرضى الموجودين
كانوا كلهم ضحايا ف يوم مالايام
انا قتلتهم بطرق بشعة ووحشية
و ده اللي انتهي بيا فالمكان هنا
ف مصحة نفسية
كان المفروض انه يتحكم عليا بالسجن مدي الحياة
او اني اتعدم لحد الموت
لكني وقتها اجبرت المحامي بتاعي
انه يلعب ف تفاصيل القضية
و يطلعني قدام المحكمة
على اني مريض نفسي
و كنت فاكر انها حتكون حاجة سهلة
اني اروح مصحة نفسية
بدل السجن او الاعدام
لكن دلوقتي
مبقتش قادر اكون هنا
بقيت علطول تعبان و خايف من فكرة اني انام
لأني بصحى كل اليوم الصبح
وانا مفزوع من كتر الكوابيس اللي بتجيلي
ف وسط اوضة ضلمة صغيرة بباب حديد
بقيت عايش وسط الهلاوس دي
لدرجة اني بقيت بتمنى
انهم كانوا عدموني وقتها
ايه الهدف من حياة بالمنظر ده !
كنت بصحي كل يوم اصرخ ف نص الليل
بسبب نفس الكوابيس اللي بتكرر كل يوم
و كنت بجري و اخبط عالباب الحديد بكل قوتي
انا : عشان خطري اقتلوني
انا مش عايز افضل هنا
اقتلوني و خلصوني مالمكان ده
و كنت بسمع الحراس الموجودين برة و هما بيتكلموا
و بيقولوا ان المجرم ده حالته بتسوء يوم ورا التاني
والتاني بيرد عليه
الحارس : طبيعي يحصلك كده و انت محبوس ف اوضة زي دي
و انت عارف انك قاتل ١٢ ضحية بدم بارد
المجرم ده يستاهل اللي بيحصله
و مهما كنت بصرخ او بترجاهم عشان يفتحولي
محدش كان بيجيلي او بيحاول انه يساعدني
كنت بفضل اصرخ و اصرخ
لحد م صوتي يروح
و اقع عالارض
نفس الاحداث كانت بتتكرر كل يوم
لدرجة ان لما كنت بسمع صوت الحارس
وهو بيدخلي الاكل بليل قبل ميمشي
كنت عارف ان احداث كل ليلة
حتتكرر من تاني
قريب جدا
انا حروح فالنوم
و حرجع تاني حارس امن
فالمصحة المرعبة دي
و الشئ الصعب فالموضوع
اني بالرغم من اني كنت بحاول اني منمش
الا اني عمري م نجحت ف ده
لأني عارف و متأكد مالكوابيس و الرعب اللي مستنيني
اول مروح فالنوم
اشترك في قناتنا عاليوتيوب
تابعنا على صفحتنا عالفيسبوك
اشترك في جروب الفيسبوك
تابعنا على صفحتنا عالانستاجرام
تابعنا على قناتنا عالتيك توك
تابعنا على صفحتنا على تويتر
تعليقات
إرسال تعليق