جثة المشرحة
انا بشتغل ممرض ف مشرحة المستشفى الخاصة بالمدينة
و بالرغم من اني بقالي اكتر من ٥ سنين بشتغل هناك
الا اني لسه لحد النهارده بيجيلي كوابيس بليل
بسبب حادثة مرعبة
حصلتلي فالمشرحة
المشرحة كانت فالدور الارضي مالمستشفى
كنت واعي جدا و فاهم مدى خطورة الشغل فالاماكن دي
و مدى التأثير اللي ممكن تسببه
ف سلوكك و افكارك
فكرة انك تقضي كل يوم ١٢ ساعة جوه اوضة المشرحة
مكنتش حاجة سهلة ابدا
بالذات اول متعينت ف الوظيفة
كنت متعود اشتغل ف شيفت الصبح
و فضلت بشتغل سنتين من غير اي مشاكل
لحد م جه يوم
المدير بتاعي كلمني و طلب يقابلني
ووقتها بلغني
ان الممرض المسؤول عن شيفت بليل
قدم استقالته و مشى مالشغل
و انهم محتاجين حد ضروري يكون عنده خبرة
عشان يعوض مكانه ف شيفت بليل
لحد ميجيبوا شخص جديد
وقتها قبلت العرض
عشان اثبتلهم تحملي للمسؤولية
وابتدوا يدوني جدول المواعيد الجديد
عشان امضي عليه
كان الشيفت بتاعي بيبتدي من ٦ بليل لحد ٦ الصبح
لمدة اسبوع
اول ٣ ايام مكنش فيهم اي احداث مهمة
لكن خليني اقولكوا ان شيفت بليل
كان بيعدي ببطئ شديد
كأن الوقت مبيتحركش
كنت احيانا بقوم عشان امر ف اوضة المشرحة
و اوقات تانية
كنت بعدى على اوضة الطوارئ
واللي كانت موجودة
فوق اوضة المشرحة علطول
و ف ليلة
كنت قاعد فالاوضة بتاعتي بكتب تقارير لما فجأة
جاتني رسالة عالموبايل
بيطلبوني بسرعة ف اوضة الطواريء
اول م وصلت اوضة الطوارئ
قالولي ان المريض اللي لسه جي من نص ساعة
اتوفي دلوقتي
الراجل كان جي ف حادثة عربية فظيعة
بعدها شفت ٣ دكاترة و هما خارجين مالاوضة
و البلاطي بتاعتهم
كانت غرقانة دم
وقتها اخدت تعليمات باني اسحب الجثة عالمشرحة
لحد م تقرير الطب الشرعي
يطلع الصبح
بحكم شغلي
كنت بالفعل شفت جثث كتير قبل كده
لكن المرادي اول م دخلت الاوضة
قلبي اتقبض و حسيت برعشة غريبة
ابتديت اقرب عشان ابص عالجثة
ووقتها
شفت جثة مخيفة كانت نايمة عالسرير
و كان الدم مغطيها من كل حتة
و اللحم كان طالع من الجروح اللي ف ايديه و رجليه
لكن ده مكنش هو الشى المرعب
لحد ما شفت وش الراجل
و ابتديت احس ب كهربة ف جسمي كله
الراجل وشه كان بيبصلي
و كان بقه مفتوح فتحة كبيرة
عينيه كانت ثابتة ف مكانها
لكنها كانت بتبصلي بصة مرعبة
و بعدها
ابتديت احس ان عينه بتتحرك
لحد م فجأة
زميلي ضربني على كتفي ووقتها
ابتديت استعيد وعيي
زميلي: يلا يا طارق .. انت مستني ايه كل ده ؟!
لكني وقتها
مردتش عليه
و ابتديت اقوم ب شغلي
بصيت عالجثة للمرة الاخيرة
و ابتديت اخدها عالمشرحة
و للمرة الاولي ف حياتي
كنت حاسس بخوف شديد
وانا راكب فالاسانسير لوحدي
و جمبي جثة ميتة
واول م وصلت اوضة المشرحة
ابتديت اطلع الجثة مالكيس
و للمرة التانية
الوش المرعب ده كان بيبصلي
وقتها دخلت الجثة جوه التلاجة
و بعدها رجعت تاني عالمكتب بتاعي
و حاولت اني اكمل التقارير اللي كنت بكتبها
كان هدوء تام فالدور اللي كنت فيه
فالعادة
بتبقى دي الاجواء بليل ف ركن المشرحة
لكن الهدوء فالليلة دي
كان مسببلي قلق و توتر
مش قادر احدد كان فات وقت قد ايه وانا بشتغل لما فجأة
سمعت صوت شتت انتباهي
كان صوت خطوات رجلين
كأن شخص ماشي برة فالطرقة
وقتها قمت بسرعة من مكاني و طلعت برة الاوضة
الاوضة اللي كانت فيها الجثث
كانت ف نهاية الممر
و كنت شايف باب الاوضة كان مقفول
و الطرقة كانت فاضية تماما
لكن اثناء م كنت ماشي ف اتجاه الاوضة
سمعت صوت خطوات ماشية ورايا
وقتها لفيت بسرعة
لكن مكنش فيه اي حد
حاولت اطمن نفسي وقتها و قلت دي اكيد هلاوس او تهيؤات
و اول م وصلت اوضة المشرحة
كان كل شئ زي م هو
و كانت كل حاجة ف مكانها
لحد م لاحظت
ان فيه درج من ادراج التلاجة
كان مفتوح
و ده كان نفس الدرج اللي حطيت فيه جثة الراجل
من ساعات فاتت
و برغم كل القلق و الرعب اللي كنت فيه وقتها
مشيت لحد درج التلاجة و سحبته ل برة
كانت جثة الراجل نايمة عالطاولة زي ما هي
لكن المرادي
بقه كان مقفول
و مش بس كده
ده كان ظاهر على وشه غضب شديد
كأنه بيبصلي انا ب عينيه المرعبة
وقتها محستش ب نفسي غير وانا بقول
انا : ايه الرعب ده .. انا لازم اروح
ابتديت ادخل الدرج تاني جوه التلاجة
و بدأت فعلا اتحرك عشان اخرج مالاوضة
و كنت بفكر اني اكلم المدير بتاعي
واقوله اني تعبان و محتاج امشي
و كنت على وشك اني اوصل لباب الاوضة لما فجاة
سمعت صوت جي من ورايا
لفيت بسرعة عشان اشوف مصدر الصوت
ووقتها
شفت جثة الراجل طلعت من الدرج
كان بيتحرك كأنه مخلوق شيطاني
كان الدم مغطي جسمه كله
و عينيه ابتدت توسع و تكبر اكتر
كأنها حتخرج من مكانها
مكنتش قادر اتحرك
كنت متجمد ف مكاني وانا واقف بشوف اللي بيحصل
و بعدها
الراجل قام وقف
الدم كان بيخرج من كل حتة ف جسمه
لدرجة ان الارض
اتحولت كلها للون الاحمر من كتر الدم
وقتها قلتله بصوت مفزوع
انا : لكن .. لكن انت المفروض تكون ميت
لكن وقتها
ابتدى يضحك ضحكة مرعبة و قاللي
الجثة : انت عارف ايه احلى حاجة ف انك تبقى ميت
انك مش حتبقى حاسس باي حاجة بعد كده
وقتها مكنتش قادر اصدق ان انا واقف قدام شخص ميت
وكنت على وشك اني اصرخ لما فجأة
الراجل ف ثانية كان قدامي
مش قادر افسر هو ازاي عمل كده
كان كأنه شبح طار فالهوا ووقف قدامي
عينيه كانت بتبصلي بصة مرعبة
مكنتش عارف اتصرف ازاي وقتها
لكن خطرت على بالي فكرة اني اسأله
انا : انت عايز مني ايه .. طيب خليني اساعدك !
ووقتها رد عليا
الجثة : انا اتسممت قبل مركب العربية
قول كده للدكاترة فالطب الشرعي
لازم يعرفوا الحقيقة
والا هي حتهرب بجريمتها
كنت على وشك اني اسأله هي مين
لكن فجأة
باب الاسانسير اتفتح
واول م لفيت
شفت زمايلي جايين على اوضة المشرحة و معاهم دكتور
زميلي : طارق ! انت لسه هنا ؟!
النهارده مفيش شغل خالص
انا كنت فاكرك روحت
وقتها بصيت عالتلاجة
و كان كل شئ
كأن مفيش اي حاجة حصلت فالمكان من دقايق
مكنش فيه اي اثر للدم
ولا للراجل
كنت حاسس اني كنت بهلوس او بيتهيألي
و ابتديت اتحرك للاوضة بتاعتي
لكن قبل متحرك
بلغت زمايلي و الدكاترة الموجودين
بأني شاكك ان فيه سبب تاني ورا موت الراجل ده
و ان حادثة العربية
مش هي السبب ف موته
ووقتها كلهم بصولي و كانوا مستغربين ماللي قلته
و بعدها
سبتهم و دخلت الاوضة عشان اخد شنطتي
و ارجع عالبيت
و فاليوم التاني
جتني مكالمة الصبح من زميلي
و كان بيقولي فيها
زميلي : طارق .. مش حتصدق
انت عرفت منين
تقرير الطب الشرعي لسه طالع
انت ازاي عرفت
فالاول مكنتش فاهم هو يقصد ايه بكلامه
عشان كده سألته
انا : انت تقصد ايه ؟!
رد عليا
زميلي : الراجل الميت اللي جالنا امبارح ف حادثة عربية
لقوا اثار سم ف دمه
و الدكاترة بيقولوا انه اتسمم قبل ميركب العربية
دي كده بقت جريمة قتل
الشرطة مالية المستشفى
وقتها ابتديت اعرق
و حسيت ب رعشة ف جسمي كله
لان ده كان معناه
ان اللي حصل ده كله كان حقيقي
و ان شبح الجثة دي
كان واقف فعلا قدامي
وقتها اترميت عالكرسي
وابتديت احاول اصدق اني مش بس مريت بتجربة مرعبة
انا كمان اتكلمت مع شبح شخص ميت
بعدها ابتدت التحقيقات لحد مالشرطة قبضت على مراته
بتهمة انها سممته قبل ميخرج مالبيت
ووقتها عرفت
مين الست اللي كان يقصدها
بعدها رجعت تاني للشغل بتاعي
لكن الشبح ده
ظهرلي مرة تانية
ف اليوم اللي الشرطة قبضت فيه على مراته
بتهمة القتل
فاليوم ده كنت ف الشيفت بتاعي بليل
و كنت بدخل جثة جديدة ف نفس الدرج
اللي كان موجود فيه الراجل ده
واول مطلعت برة الاوضة
شفت الشبح ده واقف عند الاسانسير
لكن المرادي
كان على وشه ابتسامة كبيرة
جسمه كان مليان دم زي اول مرة
بس كان ظاهر على وشه المرادي
انه مرتاح عن المرة اللي قبلها
لكن ابتسامته المرعبة فالليلة دي
فضلت طول الوقت
بتطاردني ف احلامي
لكن السبب اللي خلاني اكمل فالوظيفة دي
و بعد كل اللي حصل
كان بسبب اني مكنتش اتخيل ابدا
انه ممكن يزورني مرة تانية فالمشرحة
لكن المرادي و على عكس المرة اللي فاتت
مقالش اي حاجة
كان بيبصلي و هو بيبتسم
و كان بيرفع ايده لفوق
و الدم بينزل عالارض
لدرجة ان العضم كان باين من تحتها
و بعدها شاورلي بايده .. و اختفي للابد
تعليقات
إرسال تعليق