ساحرة الغابة
من زمن بعيد ..
كانوا بيمنعوا اطفال المدينة من انهم يدخلوا الغابة
او حتى يقربوا منها
انا فاكر كويس اوي جدتي كانت دايما بتقولي
اني العب فالجنينة اللي كل الاطفال بيلعبوا فيها
بدل المغامرة باللعب فالغابة
خصوصا لو كنا بليل
او كان الوقت متاخر
و بسبب ده
كبرت وانا جوايا خوف كبير من الغابة
و من الحاجات المستخبية فيها
و بمرور الوقت
الخوف كان اتمكن مني
و بقا بيزيد يوم ورا التاني
لما كبرت و بقيت بشتغل رجل إطفاء ف هيئة المطافي الخاصة بالمدينة
كنت متأكد انه اكيد حييجي يوم
و ادخل جوا الغابات
جدتي كانت دايما بتحكيلي قصص مرعبة عن الغابة
و عن الساحرة الشريرة اللي عايشة فيها
و انها بتقتل و تاكل اي حد
بيعدي الحدود بتاعتها
و عشان كده مكنش اي حد مهما كان سنه
بيقدر انه يدخل جوه الغابة
المدينة بتاعتنا كانت صغيرة
وكانت متحاوطة بالغابة من ٣ جهات
كل الناس اللي فالقرية كانوا بيتجنبوا الغابة
و كانوا بيدخلوها بس احيانا
لمجرد انهم يجيبوا خشب منها
و على مدار السنين اللي فاتت
جدتي كانت بالفعل حكتلي قصص كتير مرعبة
عن الساحرة الشريرة الموجودة فالغابة
اول يوم ادخل فيه الغابة
كان يوم صعب جدا
كان فيه حريق كبير جدا ف الجزء الجنوبي من الغابة
و الحريق كان بيمتد بسرعة كبيرة
كانت وظيفتي وقتها اني اتجول جوه الغابة
عشان احذر اي حد كان موجود جوه
انه يرجع عالمدينة باقصى سرعة
كنت خايف جدا من دخول الغابة
لكن وقتها
مكنش قدامي اي حل تاني
الغابة كان فيها ممرات كتير
عشان كده انا وقتها
قررت اني اختار اكبر ممر موجود عشان امشي فيه
ركبت الموتوسيكل بتاعي
و فضلت ماشي جوه الغابة بدور على اي شخص موجود
و اثناء ما كنت بدخل اكتر جوه الغابة
كانت الاشجار حواليا بتكبر اكتر
لدرجة ان ضوء الشمس
مكنش قادر انه يوصل للارض بسبب فروع الاشجار الضخمة
و اللي خلت الغابة
مظلمة اكتر
وقتها افتكرت التدريبات اللي كنت بتدربها فالشغل
و حاولت اطمن نفسي و اكمل اللي انا جي عشانه
مكنش فيه اي اثر لاي حد موجود جوه الغابة
عشان كده قلت هما اكيد دخلوا جوه اكتر
وان انا محتاج الحقهم بسرعة
قبل ميفوت الاوان
كمان اللاسلكي اللي كنت بستخدمه عشان اقدر اتواصل مع الفريق بتاعي
كان فقد الاشارة على بعد اكتر من ١٠٠ متر
لكني وقتها
قررت اكمل
بعد حوالي كيلو جوه الغابة
لاحظت وجود بيت صغير من الخشب
و كان شكله .. كأن حد ساكن فيه
اول شى جه ف بالي وقتها
هو ان ممكن يكون عامل من العمال
هو اللي بنى البيت ده عشان يعيش فيه ... اثناء ما كان مشغول ب قطع الخشب
او ان ممكن يكون ده مجرد استراحة للناس اللي بيحبوا يتجولوا جوه الغابة
ركنت الموتوسيكل بتاعي جمب شجرة
و نزلت مشيت ف اتجاه البيت الخشب
باب البيت كان مقفول بقفل
و كان حواليه سلسلة حديد عشان تمنع اي حد انه يدخله
لكن الشباك اللي كان موجود جمب الباب
كان مصنوع من الازاز
قربت مالشباك و حاولت ابص جوه البيت
البيت كان عبارة عن اوضة كبيرة
و كان باين من شكله
انه فيه حد كان موجود فيه قريب
كان فيه سرير صغير ف ركن الاوضة
و كان موجود طرابيزة خشب
مكنش فيه مطبخ فالبيت
مجرد فرن صغير موجود فالارض
كان شكله بيت عادي جدا فالاول لحد م لاحظت وجود دولاب صغير جمب السرير
الدولاب كان فيه ٣ رفوف
و كان ف كل رف برطمانات كتير مليانة سائل لونه احمر
و اللي كان جوه البرطمانات دي
خلاني اتجمدت ف مكاني
كل برطمان كان جواه قطع من اعضاء بشرية
واحد فيه صباع التاني فيه ودان التالت فيه عين
و الرابع كان فيه مناخير
مكنتش قادر ابصلهم من كتر الصدمة
ووقتها عرفت
ان انا موقعتش ف بيت عامل ولا استراحة زي منا كنت فاكر
انا وقعت ف بيت الساحرة الشريرة
و بمجرد م ادركت الموقف اللي انا فيه
جريت بسرعة و ركبت الموتوسيكل بتاعي
وابتديت اهرب مالمكان
و ف اثناء منا كنت بجري بالموتوسيكل بتاعي عشان اهرب مالمكان
اتفاجأت بوجود قطة برية كبيرة بتجري جمبي
القطة كان لونها اسود و كان فيه شعر كتير مغطى ودانها
مكنتش زي اي قطة عادية شفتها قبل كده بالعكس
كانت كبيرة جدا
القطة مكنتش باصة قدامها و هي بتجري
كانت بتبصلي انا و بتطاردني
لو جريت بالموتوسيكل بتجري جمبي
لو بطأت السرعة بتبطأ معايا
كان شئ غريب جدا خصوصا ان اغلب الحيوانات اللي فالغابة
كانت بتخاف و بتجري لما بتشوف حد
لكن القطة دي بالذات
مكنتش خايفة مني
حاولت اني اهدأ و افكر فالناس اللي انا المفروض انقذهم
فضلت ماشي و مكمل بالموتوسيكل لما فجأة
القطة سبقتني و فضلت ماشية ف نفس الطريق اللي انا ماشي فيه بعد ما كانت بتجري جمبي
ابتدت تختفى من قدامي لحد م فجأة
شفتها نطت على فرع شجرة كبير
كان على بعد حوالي ١٥ متر منى
القطة نطت فوق و فضلت قاعدة على فرع الشجرة
اللي كان متعلق ف طريقي للرجوع
و بقا لازم عشان اقدر ارجع
اني اعدي من تحتها
كانت بتبصلي بصة مخيفة
عينيها كانت كبيرة و لونها اصفر
و مكنتش بتعمل اي صوت غير مجرد صوت مرعب
كانت قطة غريبة جدا و مخيفة
فضلت واقف ببصلها لاكتر من دقيقة
و بعدها قررت اني اكمل ف طريقي
القطة مشالتش عينها من عليا طول منا بتحرك
لحد م عديت من تحتها
و بمجرد م عديت من تحتها
زودت السرعة و جريت بالموتوسيكل لقدام
لكن وقتها
جزء مني كان بيقولي ابص تاني لورا
لفيت ورايا و بصيت
لكن اللي شفته وقتها
خلا جسمي يتشل مالخوف
على نفس فرع الشجرة
كان فيه ست كبيرة شكلها مخيف
كانت لابسة فستان احمر و شعرها كان لونه اسود
و كانت بتبصلي
حاولت اني استجمع كل قوتي و دورت الموتوسيكل
و طلعت اجري مالمكان
ووقتها ادركت
اني قابلت الساحرة الشريرة
اللي جدتي كانت حذرتني منها
و اللي كانت بتقدر تتشكل ف صورة اي حيوان
و برغم كل العرق اللي ابتديت اعرقه مالخوف
و ايديا اللي كانت بتترعش عالموتوسيكل
حاولت اني اكمل جري مالمكان و موقفش
و بعد لف كتير فالغابة
قدرت اني الاقي الاشخاص اللي كنت بدور عليهم
ووقتها طلبت منهم انهم يفضلوا ف اماكنهم و ميتحركوش
لحد ما فرق الانقاذ توصل المكان و تاخدهم
لكن دلوقتي
كان المفروض اني ارجع تاني من نفس الطريق اللي جيت منه
و ده معناه ان فرصة اني اشوف الساحرة دي تاني
كانت كبيرة جدا
دورت الموتوسيكل و ابتديت اتحرك بسرعة
كنت بحاول اني اتجنب الساحرة و البيت بتاعها
لكن مكنش فيه اي طريق تاني للرجوع
كمان كان المفروض اني اتجمع مع باقي الفريق بتاعي
ف نفس المكان اللي اتحركت منه لاول مرة
اثناء منا كنت بتحرك و بقرب اكتر
كنت شايف البيت الخشب على محاذاة الاشجار
لكن وقتها مكنش فيه ست ولا قطة موجودين
ابتدي يجي ف دماغي اني ابص عالاشجار اللي حواليا
لكن الاشجار كلها كانت فاضية
مكنش عليها اي حيوانات او أشخاص او حتى طيور
وقتها اتطمنت شوية
و ابتديت اسرع اكتر بالموتوسيكل لحد م وصلت عند البيت الخشب
كان هدوء تام
مكنش فيه اي صوت خالص فالمكان باستثناء صوت الموتوسيكل بتاعي
و كنت على وشك اني اعدي البيت ده لما فجأة
العجلة الامامية للموتوسيكل غرست ف فرع شجرة كان موجود فالارض .. ووقعت من عليها
و ف اقل من دقيقة
الساحرة كانت ورايا
و ابتدت انها تخنقني ب حبل حوالين رقبتي
كنت بصارع عشان احاول افك نفسي منها
لكنها كانت اقوي مني
بعدها ابتدت انها تسحبني ببطئ ف اتجاه البيت بتاعها
وانا
كنت ابتديت افقد الوعي
لكن وقتها و قبل مفقد النفس للابد
افتكرت اني كان معايا سكينة صغيرة ف جيبي اللي ورا
و علطول سحبتها من جيبي و ضربت الساحرة ف رجلها
صوت صرختها هزت الغابة كلها
وبعدها ب ثانية كانت سابت الحبل اللي كانت خنقاني بيه
وقتها فكيت نفسي بسرعة و قمت وقفت و كنت حاسس اني دايخ بسبب نقص الاكسجين
مخدتش الموتوسيكل بتاعي
ولا حتى اهتميت اني اخد السكينة اللي كانت مغروسة ف رجلها
كل اللي عملته وقتها
اني طلعت اجري باقصى سرعتي
و كنت سامع صوت خطوات بتجري ورايا
واول ملفيت
شفت قطة سودة كبيرة بتجري ورايا
و مستنية اي لحظة عشان تنط عليا
لكن لحسن الحظ
مكنتش بتجري بنفس السرعة زي الاول
لأن رجلها كانت بتنزف جامد
فضلت اجري فالغابة لعدة امتار لما فجاة
صوت الخطوات اختفت
اتلفت حواليا ووقتها
شفت الساحرة الشريرة
كانت واقفة وسط الاشجار و بتبصلي بغضب على وشها
و كان من الواضح وقتها
انها متقدرش تعدي حدود الاشجار دي
كانت محبوسة فالجزء ده مالغابة
وكان اي حد بيفكر انه يعدي الحدود دي
كان بيبقى ضحيتها
كنت بعيط من كتر الخوف و الارتياح اني قدرت اهرب منها
بعدها اللاسلكي بتاعي لقط اشارة
و سمعت واحد من الفريق بتاعي بيقول
انهم قدروا يسيطروا عالحريق
ووقتها عطلول بلغتهم ان الاشخاص اللي كانوا فالغابة ف امان
وان انا محتاج مساعدة عشان اقدر ارجع
و بعدها ب يومين
فقت وانا فالمستشفى
و كان اهلى كلهم جمبي
وقتها سألت على جدتي قبل متكلم مع اي حد
لأني كنت عايز اعرف قصة الساحرة الشريرة
ولأول مرة
جدتي حكتلي الحقيقة ورا ساحرة الغابة
و ليه هي بتهاجم اي حد بيدخل هناك
قالتلي انها كانت بنت واحد من مؤسسين المدينة
و انها لما كانت صغيرة
كانت انطوائيه جدا و بتعاني من مشاكل فالكلام
و بسبب ده
بقت مصدر احباط لاهلها
كمان قالتلي ان اولاد كتير فالمدينة
كانوا دايما بيسخروا منها و بيخوفوها
عشان كده لما كبرت
لقت راحتها فالغابة
لأنها بتكون لوحدها
لكن ف ليلة مالليالي اثناء ما كانت بتتمشى فالغابة
شلة اولاد من المدينة عملوا فيها مقلب خلاها وقعت من على شجرة
و اتصابت ف دماغها باصابات شديدة
بعدها اتعافت من اثار الوقعة
لكن الحادثة دي سببتلها صدمة نفسية كبيرة
لدرجة انها كرهت الناس و ابتدت تمارس السحر الاسود
و بمرور السنين انتقلت للغابة و محدش شافها من بعدها
و كانت بتحس ان كل البشر بيمثلوا خطر على حياتها
عشان كده كانت بتهاجم اي حد يعدي الحدود بتاعتها
كانت بتقتل الاشخاص
و بتاكل لحمهم و بتحتفظ ب اعضائهم
عشان تستخدمها فالطقوس بتاعتها
و بسبب كل ده
الناس اطلقت عليها اسم ساحرة الغابة
لأنها بتاكل لحوم البشر و عندها قدرات سحر خفية
عدى وقت كبير عاليوم اللي قابلت فيه الساحرة الشريرة
لكن لحد دلوقتي
لسه فيه ناس كتير بتختفى جوه الغابة
و لحد دلوقتي لسه بفكر
يا ترى كان ممكن يكون ايه مصيري
لو مكنتش قدرت اني اهرب يومها ...
اشترك في قناتنا عاليوتيوب
تابعنا على صفحتنا عالفيسبوك
اشترك في جروب الفيسبوك
تابعنا على صفحتنا عالانستاجرام
تابعنا على قناتنا عالتيك توك
تابعنا على صفحتنا على تويتر
تعليقات
إرسال تعليق