الليلة المرعبة
معظم الاطفال
بيكونوا متحمسين لفكرة انهم يقضوا ليلة كاملة لوحدهم
بدون مراقبة اهلهم ليهم
و فالغالب ده معناه
انك تفضل سهران طول الليل
وانت بتتفرج على افلام رعب
و بتاكل ف بيتزا و حلويات
و ده بالظبط اللي كان ف خيالي فالليلة دي
لما اترجيت ابويا و امي
اني اقضي ليلة لوحدي
انا : انا عندي ١١ سنة دلوقتي
قلتلهم كده كأني عندي ٣١ سنة
انا : انا مش عايز حد يقعد معايا .. من فضلكم
فاللية دي ابويا و امي كان عندهم شغل بليل برة المدينة
و بعد نقاش طويل استمر اكتر من ساعة
وافقوا اخيرا انهم يسيبوني فالبيت لوحدي
الاب : هي ليلة واحدة
ابويا قال كده ل امي لما شافها قلقانة عليا
الاب : متقلقيش عليه
وقتها طلعت اجري على اوضتي وانا متحمس جدا
وكان بيدور ف دماغي
كل التخطيط اللي انا كنت مخططله للليلة دي
لكن مفتش وقت طويل وكل الحماس ده اتحول ف ثانية
ل رعب و خوف
و بقت الليلة دي
هي اسوء ليلة مرت عليا ف حياتي
قبل م اهلى يخرجوا و يسيبوني
امي حضنتني جامد و هي بتبتسملي ب قلق
امي : كلمنا علطول لو احتجت اي حاجة
فاهم ؟! اي حاجة
انا : حاضر يا ماما
حطيت كباية المياه اللي كنت ماسكها عالترابيزة
و حضنت امي جامد
طلعت ودعتهم عالباب و اول م ابتدوا يتحركوا
دخلت البيت و قفلت الباب بالمفتاح
و اخيرا بقيت لوحدي
لاول مرة ف حياتي
لكن وقتها
ابتدي الخوف يسيطر عليا
يا ترى لو حصل اي حاجة
المفروض اعمل ايه
ولا اكلم مين
فالوقت ده سمعت صوت عربية ابويا و هي بتتحرك
و ساعتها
الخوف زاد جوايا اكتر مالاول
طلعت اجري فوق عالاوضة بتاعتي عند الشباك
و اللي كان مبين منظر الشارع كله من تحت
العربية كانت لسه باينة قدام البيت
وقفت اراقبهم من خلال الشباك
ووقتها
المطر كان ابتدي ينزل عالازاز
و ابتدى يحجب الرؤية عني شوية بشوية
العربية كانت بتبعد اكتر و بتصغر اكتر
لحد م اختفت خالص
ووقتها ادركت
اني خلاص بقيت لوحدي
وقفت قدام الشباك وانا متجمد ف مكاني مالخوف
و فضلت اقول لنفسي
انا ايه اللي خلاني اطلب منهم يسيبوني لوحدي
افرض حصل دلوقتي اي حاجة طارئة
افرض انك ولعت فالبيت
عينيا ابتدت تتملى بالدموع
و فضلت واقف ببص مالشباك
على امل اني اشوف العربية تاني
والاقيهم راجعين عالبيت و بيقولولي
ان الشغل اتأجل او حتى اتلغى
وانهم حقضوا الليلة معايا
فالوقت ده الانوار اللي فالشارع ابتدت انها تنور
و ابتديت اخاف اكتر
الدنيا ابتدت تضلم و الليل حيبتدي
انا : تمام
ابتديت اطمن نفسي و اقول ف سري
انا : لو انا معملتش اي حاجة غبية
اكيد الدنيا حتمشي كويس فالليلة دي
ابتديت اني اتحرك من جمب الشباك لما فجاة
حاجة لفتت انتباهي و خلتني الف تاني
تحت عمود النور اللي قدام البيت بتاعنا
كان فيه شخصين واقفين كان شكلهم مريب
وابتدوا انهم يتحركوا ناحية الشارع بتاعي
كانوا لابسين لبس لونه اسود ف اسود
و كان فيه شخص فيهم شكله مجنون
كان عمال يبص حواليه يمين و شمال
لحد مالشخص التاني ضربه ف كتفه و قاله انه يبص قدامه
فضلت مركز معاهم و كان الخوف جوايا ابتدى يزيد من تاني
انا : هما ممكن يكونوا جايينلي انا ؟!
اكيد لأ .. يا رب لأ
الشخصين عدو من قدام اول بيتوتاني بيت وبعدها تالت بيت
و كان البيت بتاعي
هو البيت الرابع
انا : يلا كملوا .. كملوا
لكنهم مكملوش
ووقفوا قدام البيت بتاعي
و شخص فيهم ابتدا يشاور عالجراج الفاضي اللي قدام البيت
كانوا واقفين بيتكلموا لما المطر ابتدى انه يزيد اكتر
ووقتها
ابتدوا انهم يتحركوا ناحية الباب الرئيسي
كنت سامع صوت ضربات قلبي كأنه حيخرج من مكانه
و كنت قاعد مستني اني اسمع ف اي لحظة
صوت جرس الباب
انا : هما عايزين ايه دول !
و جايين ليه ؟!
نزلت عالسلم وانا بتسحب ببطئ
لحد م وصلت عند الباب ووقتها
شفت الباب كان بيتحرك من مكانه كأن حد بيحاول يفتحه بقوة
ابتديت اقرب و احط ودني عالباب
لحد ما قدرت اني اسمعهم
الحرامي : شفت.. مش قلتلك .. مفيش حد فالبيت
انا شفتهم و هما خارجين ب شنط و حطوها فالعربية و مشوا
اكيد مش حيرجعوا الليلادى
الحرامي ٢ : مش عارف بقا
الحرامي ١ : اخرس انت و يلا بينا
فالوقت ده ابتدت اوكرة الباب انها تتحرك بقوة
حطيت ايدي على بقى عشان معملش اي صوت
لأني كنت على وشك اني اصرخ باعلى صوتي
الحرامي ١ : الباب مش بيفتح
تعالا نحاول اننا ندخل مالشباك اللي ورا
قبل محد يشوفنا
و قبل محاول اني اخد اي ردة فعل عالكلام اللي سمعته
كان ازاز الشباك اللي ورا كله عالارض
و بدون اي وقت فالتفكير
طلعت اجري باقصي سرعتي على اوضة ابويا و امي
انا : مستحيل ده يكون بيحصل .. مستحيل
حاولت اطلع السلم من غير معمل اي صوت
واول موصلت فوق
بصيت عالشباك اللي تحت ووقتها
شفت الشخص ده بيحاول انه يدخل دماغه مالشباك
كنت حعمل على نفسي من كتر الرعب
طلعت اجري بسرعة و دخلت الاوضة وقفلت الباب ورايا واترميت تحت السرير
يا ترى هما ممكن يكونوا شافوني ؟!
او يكونوا سمعوا صوت باب الاوضة و هو بيتقفل ؟!
هما ممكن يكونوا عارفين ان انا هنا ؟!
فضلت نايم تحت السرير عمال بفكر فاللي ممكن يحصل
كنت شايف من مكاني النور اللي برا وهو داخل من تحت الباب
و كنت سامع صوت ازاز بيتكسر تحت
و اصوات العفش و هي بتتحرك ف كل مكان
و بعدها
ابتديت اني اسمع صوتهم
الحرامي ١ : فيه حد فالبيت هنا
الحرامي ٢ : نعم .. انت عرفت منين ؟!
الحرامي ١ : كباية المياه دي
لسه فيها تلج
وقتها جسمي كله كان بيترعش بعد اللي انا سمعته
و حاولت اني اسمع باقي كلامهم
لكن مكنش فيه صوت
الهدوء كان مالي المكان
عدت دقايق كأنها سنين وسط الهدوء ده لحد م فجأة
ابتديت اسمع صوت خطواتهم بيقرب
و سمعت صوت باب بيتفتح
و عرفت انهم دخلوا الاوضة بتاعتي
حاولت ابص عالنور اللي كان معدي من تحت الباب
و كنت سامع اصوات دوشة كتير ف اوضتي
الرعب زاد جوايا
و الخوف .. بقا حقيقة مفيش مفر منها
و بعدها
ابتديت اشوف خيال رجلين بتتحرك تحت باب الاوضة
واللي منعت النور انه يعدي من تحته
ووقتها عرفت
انهم وصلوا عندي
الباب اتفتح ببطئ
و كنت شايف رجليهم و هي بتتحرك جوه الاوضة
الحرامي ١ : انا عارف انك هنا
قالي كده بصوت مرعب مش حنساه
الحرامي ٢ : اطلع ورينا نفسك .. متخفش مش حنأذيك
ابتدوا يتحركوا جوه الاوضة حوالين السرير
لحد م واحد فيهم اختفى من قدامي و التاني
كان واقف قدام السرير
الحرامي ١ : يا ترى انت مستخبي فين ؟!
مستخبي جوه الدولاب !
ولا ورا الستارة !
ولا ممكن يكون
تحت السرير!!
و بمجرد م خلص اخر جملة قالها
حسيت ب ايدين اتنين مسكوني من رجلي
و ابتدوا يسحبوني من تحت السرير
ابتديت اصرخ من كتر الخوف
لكن علطول
ايد كبيرة غطت بقى و كتمته
حاولت اني اضربهم ب رجلي اثناء م كانوا ماسكيني
لكن اللي كان ماسكني كان مكتفني بقوة
و بعدها الراجل التاني قرب مني و قاللي
الحرامي ١ : الوداع
ابتدى يقرب مني و كان ف ايده قماشة مبلولة
غطا بيها وشي و مناخيري لحد م نفسي راح
و ابتديت اشوف الدنيا قدامي بتسود
و بعدها ب ثواني
كان اغمي عليا
و لما صحيت
لقيت نفسي ف اوضة ضلمة
و نايم على سرير
جسمي كله كان واجعني
و بقى كان ناشف و مش قادر افتحه
قمت من على السرير وانا مفزوع وانا بحاول افهم انا فين
كان فيه لمبة صغيرة متعلقة ف نص الاوضة
واللي مكنش موجود فيها اي شباك او اي حاجة تدل عالمكان
فضلت ادور حواليا على اي حاجة اهرب بيها
لكن بدون فايدة
بعدها لمحت سلم طويل
كان محطوط ف طرف الاوضة
لكن علطول بعدها ب ثواني
سمعت صوت جرس انذار بيرن فوق
ووراه علطول
كان فيه صوت دوشة جامدة و ناس بتجري ف كل مكان
وقتها اترميت عالارض و حاولت اغطي دماغي بايديا الاتنين
و كنت سامع الاصوات بتعلي اكتر و اكتر
لحد م فجأة
الاصوات كلها اختفت
و بعدها ب ثواني
الباب اتفتح
غمضت عيني
و كنت مستني اني اسمع صوت الضرب
الظابط : شادي
شادي .. انت كويس ؟!
فضلت ساكت ل ثواني
الظابط : انا الظابط علاء .. و جي هنا عشان اساعدك
وقتها فتحت عيني و بصتله
و ابتديت احس بأمل جديد
لأول مرة من ايام
و لما وصلنا قسم الشرطة
الدموع كانت مالية عين امي و هي بتحضني
و كانوا مش مصدقين ان انا لسه عايش و بخير
و كنت حاسس وقتها
اني بجد رجعت مالموت
و بعدها
الظابط علاء شرحلنا اللي حصل
و ان المجرمين دول كانوا بيراقبوا البيت بتاعنا من قبلها بايام
و فالليلة دي
لاحظوا ان اهلى خرجوا ب شنطهم و مشوا بالعربية
و عشان كده اتأكدوا انهم مش حيرجعوا تاني ف نفس اليوم
و بمجرد م شافوا العربية بتتحرك
ابتدت خطتهم ف انهم يدخلوا و يسرقوا البيت الفاضي
لكنهم لما عرفوا اني موجود
مكنش عندهم اي خطة بديلة
و خافوا ان خطتهم فالسرقة تفشل
عشان كده خدروني و خدوني معاهم
و رموني ف اوضة مهجورة فالبيت بتاعهم
لكن لحسن الحظ
اثناء ما كانوا شايلني و بيحطوني ف شنطة العربية بتاعتهم
كان فيه كاميرا فالشارع فالزاوية اللي قدام البيت بتاعنا
و اللي قدرت تسجل رقم العربية بتاعتهم
و فاليوم التاني اهلى كانوا رجعوا البيت
و اول مكتشفوا اللي حصل اتصلوا بالشرطة
و بعدها علطول
البيت بتاعنا كان مليان شرطة ف كل مكان
و بعد التحقيقات و مراجعة الكاميرات اللي فالشارع
عرفوا اشكال المجرمين و رقم العربية بتاعتهم
و قدروا انهم يوصلولهم
و ينقذوني
عدى سنين كتير عالحادثة دي
و اللي كان الفضل الاول ف انقاذي منها بعد ربنا
كانت الكاميرا اللي متثبتة فالشارع قدام البيت
لدرجة اني اوقات كتير بقعد افكر
يا تري كان ممكن يكون ايه مصيري
لو الكاميرا دي
مكنتش موجودة ليلتها
اشترك في قناتنا عاليوتيوب
تابعنا على صفحتنا عالفيسبوك
اشترك في جروب الفيسبوك
تابعنا على صفحتنا عالانستاجرام
تابعنا على قناتنا عالتيك توك
تابعنا على صفحتنا على تويتر
تعليقات
إرسال تعليق