البنت المفقودة
الشتا اللي فات
حجزت رحلة سفر .. ل جبال الألب ف سويسرا
وخليني اقولكم ان انا السفر بالنسبالي
ليه متعة غير عادية
لدرجة اني ف كل مرة بيكون عندي فيها اجازة مالشغل
أو بكون محوش اي مبلغ
بقرر علطول اني اسافر اي مكان جديد
لكن المشكلة الوحيدة اللي قابلتني فالمكان ده بالتحديد
هو اني مبعرفش اتكلم اللغة الفرنسية او الالمانية
واللي اغلب سكان سويسرا بيتكلموها
لكن لحسن حظي
قدرت اني الاقي بيت على bnb
وبرغم ان المالك بتاعه كان شخص هندي
لكنه كان بيتكلم انجليزي كويس
عشان كده مكنش عندي اي مشكلة وقتها
ف اني اتواصل معاه
البيت اللي كنت مأجره
كان بيت صغير مصنوع من الخشب
لكنه كان كافي جدا ل شخص واحد
كمان المالك كان قاللي ان الحارس بتاع البيت
عايش ف بيت قريب منه
عشان كده مواجهنيش اي خوف .. مالاقامة هناك
بصراحة .. انا كنت مبسوط جدا وقتها بالسفرية دي
خصوصا ان السفر ل سويسرا بالذات
كان حلم بالنسبالي من وانا صغير
وبعد رحلة طويلة .. وبمجرد م وصلت للمكان
ابتديت احس احساس ب راحة غير عادية
لكني مكنتش اتخيل ابدا وقتها اني حواجه فالمكان ده
اسوأ تجربة مرعبة .. مرت عليا ف حياتي كلها
المكان هناك كان جميل جدا
البيت بتاعي كان موجود على سفح الجبل
و قدام البيت الخشبي ده اللي متغطي بالتلج
كان موجود بحيرة متجمدة .. كأنها جبل جليد
وعلى الناحية التانية مالبحيرة
كان موجود بيت تاني .. اكبر مالبيت بتاعي
عشان كده كانت البحيرة المتجمدة دي
هي الحد الفاصل .. بيننا احنا الاتنين
وف نفس اللحظة اللي وصلت فيها
ابتديت اشوف شخص خارج من جوه البيت
واللي كان راجل قصير و مليان نسبيا
لكن كان موجود على وشه ابتسامة كبيرة
ووقتها ادركت علطول .. انه ده اكيد حارس البيت
وقتها الراجل ابتدى انه يعرفني بنفسه
وبعدها علطول
ابتدى انه ياخد الشنط بتاعتي
عشان يدخلها جوه البيت
و كنت بالفعل وقتها على وشك اني ادخل وراه
لما فجأة .. لاحظت شئ غريب
فجأة لاحظت شخص كان بيتحرك ورا شباك البيت اللي كان قدامي .. وبعدها .. شد الستارة علطول
والموضوع كله مخدش جزء من الثانية
لكني وقتها .. كنت متأكد ماللي شوفته قدامي
و ده كان معناه .. ان انا كنت متراقب من اول لحظة
رجلي خطت فيها المكان ده
ووقتها قلت ل نفسي
انا : واضح اني جيت المكان الغلط
برغم ان البيت الخشب كان يبان متواضع جدا من برة
إلا انه كان تحفة فنية من جوه
غرفة المعيشة كانت قيمة جدا و كان موجود فيها دفاية كبيرة .. ب تصميم خشبي مالعصور القديمة
و كان موجود سلالم خشب لحد اوضة النوم فالدور اللي فوق
السرير كان كبير و شكله مريح جدا
وبصراحة وقتها .. كان جوايا احساس اني عاوز انط فوقيه .. عشان اريح من تعب الرحلة الطويلة
كمان كان موجود بلكونة صغيرة ف اوضة النوم
عشان تستمتع ب منظر الطبيعة والجبال اللي برة ..
وانت جمبك كباية القهوة بتاعتك ..
باختصار
انا كنت بالفعل حبيت المكان كله بمجرد م دخلته
كمان الحارس كان خدوم جدا
لدرجة انه شغللي الدفاية .. وابتدى يوريني اصناف الأكل الكتيرة .. اللي كان مجهزها من قبل منا اوصل
انا دايما بحب اني اطبخ اكلي ب نفسي
عشان كده كنت طول عمري بفضل البيوت عن الفنادق
وبعدها الحارس قدملي كباية هوت شوكليت
وابتدى يسلمني مفاتيح البيت
لكني وقتها و بدافع الفضول .. سألته مين الشخص الغريب .. اللي عايش فالبيت اللي قدامي
وقتها رد عليا .. انه راجل كبير فالخمسينات من عمره
ووقتها بصراحة .. حسيت بدهشة كبيرة
فكرة ان راجل كبير عايش لوحده فالبيت الكبير ده .. كان موضوع غريب بالنسبالي
لكن على اي حال
اكيد ده كان شئ ميخصنيش
وبعدها الحارس ركب عربيته و ابتدى يتحرك
وانا قفلت الباب وراه
و بعدها علطول
دخلت اخدت شاور دافي .. عشان اشيل كل اثار التعب و التوتر .. بسبب رحلتي الطويلة
وبعدها نزلت على اوضة المعيشة وانا معايا اللابتوب بتاعي
وابتديت اخلص شوية شغل وسط الهدوء ده
و بمجرد م خلصت الشغل .. حضرت العشا
وبعدها دخلت السرير عشان انام
كنت مرهق جدا فالوقت ده
عشان كده بمجرد م حطيت راسي عالمخدة
عينيا راحت فالنوم علطول
لكن على حوالي نص الليل
صحيت على اصوات دوشة عالية جدا .. جاية من برة
وبسبب حالة النوم اللي كنت فيها
الموضوع اخد مني شوية وقت
عشان اقدر اسمع الأصوات دي كويس
لكن بعد م ركزت اكتر فالصوت
كان باين انه صوت بنت صغيرة بتضحك
وهي بتلعب مع الكلب بتاعها
بعدها قمت علطول مالسرير و ابتديت ابص مالشباك
لكن وقتها .. مكنش فيه اي حد
فاللحظة دي اعتقدت انه اكيد كان بيتهيألي
بسبب التعب اللي كنت فيه ..
عشان كده وقتها رجعت تاني عالسرير
ونمت علطول مرة تانية
وفاليوم التاني و بمجرد م صحيت
الجليد كان مالي المكان اكتر ماليوم اللي قبله
اكيد كان فيه عاصفة تلجية امبارح بليل
بعدها عملت ل نفسي كباية القهوة وطلعت وقفت فالبلكونة .. عشان استمتع بمنظر الجبال وسط الجليد
لكن بعدها علطول ب دقايق
ابتديت اشوف شئ بيتحرك
ورا الشجرة اللي كانت متغطية بالتلج
الاصوات كانت واضحة و مسموعة .. برغم بعد المسافة
و ف اقل من ثانية
شوفت بنت صغيرة لابسة بالطو احمر
جاية بتجري ناحية البحيرة المتجمدة هي والكلب بتاعها
الكلب كان مبلول بطريقة غريبة
لدرجة انه كان بيتزحلق بجسمه كله عالجليد
والبنت كانت بتضحك ضحكة مستمرة
اثناء م كانت بتتفرج عالكلب بتاعها
ووقتها علطول .. ابتديت ابتسم وانا شايف قد ايه كان منظرهم جميل وهما مبسوطين و هما بيلعبوا
بصراحة
انا وقتها فكرت اني انزل و اشاركهم فاللعب
لكن ده كان لحد م عيني .. وقعت على شباك البيت اللي قدامي
و شوفت الراجل العجوز المريب ده و هو قاعد فالبلكونة
و ف ايده منظار كبير .. و قاعد بيراقب البنت الصغيرة و هي بتلعب
الموضوع كان غريب جدا بصراحة
المسافة كانت مش كبيرة
والبنت كانت واضحة جدا ب عينه العادية
عشان كده وقتها مكنتش لاقي اي سبب منطقي
انه يستخدم منظار كبير عشان يشوفها
وقتها فكرت انه جايز يكون عنده مشكلة فالرؤية
لكن النظرة المريبة اللي كانت موجودة ف عينيه
والقلق الغريب اللي كان ظاهر ف حركات وشه وقتها
ابتدى يحسسني بتوتر شديد
وفجأة
دور وشه و بصلي بصة مرعبة
وبعدها علطول .. دخل يجري جوه الاوضة
بمجرد م لاحظ اني كنت براقبه
كأنه كان مجرم .. و بيحاول يداري جريمته
بصراحة .. سلوك الراجل الغريب ده .. كان مقلقني جدا
عشان كده وقتها قررت اني اراقب البنت الصغيرة
لحد م اهلها يجوا و ياخدوها
وابتديت انادي عليها وانا بقولها
انا : انتي اسمك ايه ؟!
لكن وقتها .. البنت كانت مشغولة جدا فاللعب .. لدرجة انها حتى مبصتليش لما كلمتها
وبمجرد م نزلت و خرجت برة البيت عشان العب معاهم
كانوا اختفوا مالمكان
وقتها حسيت ب قلق شديد من اختفاءهم المفاجئ
لكني قلت انه اكيد البنت رجعت لأهلها
لكن وقتها بصراحة
مكنتش قادر ابطل تفكير فالراجل العجوز المرعب ده
وعلى مدار الأيام اللي بعدها
كنت بشوف البنت كل يوم بتيجي تلعب مع الكلب بتاعها .. عند نفس البحيرة
لكن الشئ الغريب
اني مكنتش بلاحظ وجود اي حد كبير معاها
كمان الراجل العجوز اللي ساكن قدامي
كان دايما قاعد بيراقبهم بالمنظار الكبير اللي كان ماسكه
وبعد اسبوع كامل من نفس الاحداث
قررت اني لازم اواجه الراجل العجوز المختل ده
لكني قبل محاول اني اواجهه
فجأة حصل شئ غريب و مرعب جدا .. غير حياتي للأبد
كانت ابرد ليلة شتوية عدت عليا
و كان فيه عاصفة تلجية جامدة جدا برة البيت
كنت حاسس ب ملل شديد وانا محبوس جوه البيت
كمان فاليوم ده بالتحديد
مكنتش شوفت البنت الصغيرة .. ولا الكلب بتاعها عند البحيرة
و اعتقدت انه اكيد اهلها موافقوش انها تخرج برة البيت .. وسط العاصفة التلجية دي
بصراحة
فكرة لعبهم اصلا فوق البحيرة دي .. كانت مقلقاني جدا
هي اه بحيرة متجمدة .. لكن التلج اللي كان مغطيها مكنش كثيف كفاية .. لدرجة انهم يلعبوا عليه
و يمكن عشان كده انا كنت متعود كل يوم اني اراقبهم
ف كل مرة بيجوا فيها عشان يلعبوا فوق البحيرة
و الحقيقة ان انا كنت متعصب جدا من اهلها
من فكرة عدم تحملهم للمسؤولية
لكن على اي حال .. انا كنت مرهق جدا اليوم ده
عشان كده محستش ب نفسي .. غير وانا نايم عالكنبة
لكن على حوالي الساعة ٢ بعد نص الليل
سمعت صوت البنت الصغيرة .. وهي بتضحك مرة تانية
ووراها علطول .. كان صوت الكلب بتاعها
وقتها قمت بسرعة من نومي وانا مستغرب هما ازاي موجودين برة فالوقت ده
وبمجرد م بصيت مالشباك
شوفت البنت الصغيرة وهي قاعدة بتجري فوق البحيرة المتجمدة .. والكلب بتاعها بيهوهو و بيجري وراها
ووقتها و بمنتهى العصبية .. فتحت الشباك وانا بقولها
انا : انتي مينفعش تكوني موجودة هنا دلوقتي
انتي اهلك عارفين انك خرجتي برة البيت فالجو ده ؟!
لكن كالعادة
البنت محاولتش وقتها انها تبصلي .. او تدي لكلامي اي انتباه
وفجأة
عينيا وقعت عالبيت اللي قدامي
وشوفت الراجل العجوز خارج منه بسرعة
وهو ماسك كشاف كبير ف ايده .. و بيجري ف اتجاه البنت ب اقصى سرعته
انا : الراجل ده بيعمل ايه !
ده اكيد بيحاول يخطفها .. و بيستغل العاصفة التلجية اللي موجودة
وقتها مقدرتش اني امسك نفسي اكتر من كده
وخرجت بسرعة وانا حافي ولابس البيجامة
وابتديت اجري ناحية الراجل ده
لكنى بمجرد م وصلت عند البحيرة
فجأة البنت الصغيرة نطت جوة البحيرة المتجمدة
و ف نفس اللحظة
ابتديت اشوف فتحة كبيرة جدا ظهرت وسط البحيرة
وجواها البنت الصغيرة و الكلب بتاعها وهما بيحاولوا يخرجوا من جوه
لحد م فجأة
البنت و الكلب غرقوا .. واختفوا تماما وسط الضلمة
وبعدها
سمعت الراجل العجوز وهو بيقول بصوت موجوع
العجوز : كفاية .. بطلي ترجعي كل يوم عشان تفكريني ب غلطتي يا سمر
بطلي تعملي كده ف بابا
وبعدها ابتدى انه يغطي وشه بايديه الاتنين
وابتدى يعيط بجنون
وقتها صرخت فيه وانا بقول
انا : احنا .. احنا لازم ننقذهم .. دول بيغرقوا !
و كنت بالفعل على وشك اني انط وراهم فالبحيرة
لما فجأة الراجل العجوز صرخ فيا و قاللي
العجوز : مش حينفع .. مش حينفع تنقذهم
انا : قصدك ايه بأنه مش حينفع ؟!
العجوز : مش حينفع لأنهم ميتين
سمر ماتت من ٢٥ سنة
وقتها كنت على وشك اني اصرخ فيه بسبب الكلام التافه اللي هو بيقوله
لحد م فجأة
سمعت صوت ضحكة البنت مرة تانية
وبمجرد م دورت وشي
شوفت نفس البنت وهي واقفة مرة تانية فوق البحيرة
وجمبها الكلب بتاعها
كأنهم منطوش جوه البحيرة من شوية
بس المرادي .. اجسامهم كانت شفافة
لدرجة اني كنت قادر اشوف من خلالها
وبعدها علطول .. البنت شالت الكلب بتاعها
ولأول مرة من ساعة م قابلتها
البنت بصتلي ف عينيا
مكنش في عيون ف وشها
مجرد فراغات سودة كبيرة
و كان نفس الشئ .. موجود فالكلب بتاعها
وبعدها علطول
ابتدت تضحك نفس الضحكة للمرة الأخيرة
واختفت بعدها للأبد
مش قادر افتكر ايه اللي ممكن يكون حصل بعدها
لأن وقتها
الدنيا كلها اسودت قدام عيني .. لحد م اغمى عليا
ولما فقت تاني يوم الصبح
كنت نايم فالسرير وانا حاسس بآلام ف كل حتة ف جسمي
وكان الراجل العجوز قاعد على كرسي جمب السرير
وجمبه حارس البيت اللي قابلته لما جيت ف أول يوم
انا : هي مين البنت دي !
هو ايه اللي حصل امبارح ؟!
ووقتها الراجل العجوز ابتدى يمسح دموعه وقاللي
العجوز : دي بنتي .. كان اسمها سمر
كان عندها ٥ سنين
وكانت متعودة ف كل شتا
انها تخرج تلعب مع الكلب بتاعها وسط الجليد
انا فاكر قد ايه كانت بتبقى مبسوطة بالأجواء دي
لحد م جت ليلة
انا و مامتها كنا نايمين فالأوضة بتاعتنا
و كنت نسيت اني اقفل باب البيت فالليلة دي
اكيد سمر صحت على صوت العاصفة الجليدية
و خرجت برة عشان تلعب مع الكلب بتاعها
كانوا بيلعبوا عالبحيرة المتجمدة
لما فجأة التلج اتكسر .. ووقعوا تحت فالمياة
وقتها صحيت بسرعة و قمت اجري على صوت صرخاتهم .. و نطيت جوه البحيرة
لكن اجسامهم .. كانت اختفت فالبحيرة الملعونة دي
مامتها دخلت ف حالة نفسية صعبة بعد موت سمر
لدرجة انها انتحرت بعدها ب كام شهر ..
بسبب انها مقدرتش تتحمل الألم اللي كانت حاساه
لكن سمر
فضلت تجيلي باستمرار ..
ف كل وقت تحصل فيه عاصفة تلجية
سمر بتجيلي عشان تفكرني ب غلطتي القديمة
اكيد غلطتي دي .. كانت هي السبب ف موتها
وبعد م الراجل خلص كلامه
انا مكنتش لاقي اي كلام ممكن اقولهوله
بعد القصة الغريبة اللي حكهالي
وفضلت قاعد متسمر ف مكاني من كتر الصدمة وانا بقول ل نفسي ..
هو ده ممكن يكون حقيقي فعلا !
هو ممكن فعلا .. حد يرجع تاني بعد موته !
والسؤال الأهم
لو فعلا رجع .. هل ممكن ينتقم ؟!!
تعليقات
إرسال تعليق