فتاة الغرفة الحمراء
كتير مننا اغلب الوقت بيكون زهقان أو مخنوق
لدرجة ان اغلبنا اكيد ف يوم مالأيام
جرب برامج الدردشة
والحقيقة ان انا كنت واحد مالناس دي
لأن اثناء اجازة الدراسة
كنت متعود دايما اني اقضي اغلب وقتي قدام شاشة الكمبيوتر
و تحديدا .. قدام برنامج من برامج الدردشة
و ده لأني كنت اصلا من مدينة صغيرة
و مكنش عندي اصحاب كتير
عشان كده فكرة اني اعمل شات و اكون صداقات مع ناس جديدة من مختلف انحاء العالم
كانت فكرة مشجعة جدا بالنسبالي
و دي كانت هي الطريقة
اللي اتعرفت بيها على هنا
كان فيه شئ مش مفهوم بالنسبالي تجاه هنا
شئ غريب بيشدني ناحيتها
مكنش مجرد جمالها .. واللي مكنش حد يقدر ينكره
لكن طريقتها فالكلام .. انطباعات وشها
وابتسامتها الجذابة .. اللي مكنتش بقدر اقاومها
تقدروا تقولوا ان كل دي ممكن تكون اسباب ل ده
هنا كانت دايما بتكون قاعدة ف اوضتها ..
ووراها جدار فاضي لونه ازرق
كانت كأنها قمر منور بليل ف قلب السما الزرقا
الكلام م بينا كان بيجري من غير اي مجهود
لدرجة اننا كنا بنتكلم ف مواضيع كتير جدا و مختلفة
والشئ المدهش
ان هنا كانت دايما بيكون عندها آراء عن كل حاجة
من ابسط المواضيع اللي ممكن نتكلم فيه
لحد المواضيع المعقدة جدا و اللي ملهاش أي حلول
والحقيقة ان كنت شايف ان مستوى ذكائها الكبير
ميقلش تماما عن مستوى جمالها
لكن كل ده كان لحد م جت ليلة
واثناء م كنا بنتكلم فالشات
لاحظت ان فيه شئ غريب بيتكرر معاها كل شوية
كل عدة دقايق
كانت عينين هنا بتتحرك ل فوق ف اتجاه اليمين
وتعبيرات وشها .. كانت بتتجمد ل ثواني
كان كأنه جليتش او خلل فالتطبيق
برغم انه كل شئ كان شغال كويس وقتها
فالبداية .. اعتقدت انه ممكن يكون فيه حاجة ورا الكاميرا هي اللي شتتت انتباهها
لكن اثناء م كان الشات بيننا شغال
كان نفس الشئ ده .. بيتكرر كل شوية
لدرجة ان الموضوع كان ملحوظ جدا
حاولت وقتها اني اتجاهل كل ده
واركز اكتر فالمحادثة اللي م بيننا
لكن المشكلة .. ان الحركة الغريبة اللي كانت بتعملها
كانت بتزيد كل مرة لدرجة جنونية
كان كأنها مش مجرد انها بتبص على حاجة او على حد موجود معاها فالاوضة .. بالعكس
كان كأنها بتتجاوب مع كيان مش موجود
كل سكتة كانت بتسكتها
كان بيتبعها علطول تغير ملحوظ ف طريقة كلامها
تحول من حالة الهدوء .. لحالة العصبية و الخوف
كأنها كانت تحت تأثير قوة مش متشافة او شئ مش مفهوم
وبسبب احساس القلق والغموض اللي كنت فيه
قررت اني افتح معاها الموضوع
انا : هنا .. هو فيه حد معاكي فالأوضة ؟!
وبرغم اني صوتي كان هادي وانا بسألها
إلا ان عقلي وقتها
كان بيصرخ من كتر الاحتمالات ورا السؤال ده
كان واضح جدا وقتها ان سؤالي حرك شئ ف هنا
لأن وقتها هنا كررت نفس الشئ مرة تانية
بس المرادي
نظراتها كانت اطول و ارعب من كل مرة
كانت كأنها اتشلت ف مكانها لثواني
وبمجرد م رجعت و بصت مرة تانية للكاميرا
لاحظت ان احساس الهدوء اللي كان موجود ف نظراتها
اتبدل كله لمنظر خوف و رعب و قلق
حتى صوتها اللي كان هادي اثناء المحادثة
فجأة اتغير و بقى همس و صوت مكتوم
لحد م بعدها ردت و قالتلي
هنا : مفيش حد
لكن الطريقة اللي جاوبتني بيها
كانت كأن كل كلمة منها بتخرج بصعوبة
كأنها كانت تحت تأثير قوة خفية
وقبل حتى م احاول اني اتكلم او ارد عليها
فجأة وبدون اي مقدمات
هنا قفلت الشات .. والشاشة اسودت قدامي
وفضلت قاعد متسمر ف مكاني
وانا بفكر ف كم السيناريوهات المقلقة و المخيفة
اللي ممكن تكون ورا شاشة الكمبيوتر
لدرجة اني بدأت اعيد المحادثة اللي كانت م بيننا ف دماغي
كل سكتة كانت بتسكتها .. كانت شبه بتتحول بعدها ل شخص تاني
يا ترى مين أو ايه الشئ اللي هنا كانت بتبصله ؟!
هي ممكن تكون ف خطر !
ولا كل ده ممكن يكون كان مجرد تمثيل !!
فضلت مهووس ل عدة ايام بسبب الحادثة الغريبة دي
لدرجة ان صورة هنا .. كانت بتظهرلي ف احلامي على هيئة كوابيس .. وهي بتبص على نفس الشئ الموجود فوق عاليمين .. و بعدها .. تتحول نظراتها ل قلق و خوف
حاولت وقتها اني اقلب النت عليها
واعمل كل اللي اقدر عليه عشان اوصلها مرة تانية
لكن كل ده كان بدون اي فايدة
كان كأنها اتبخرت فالهوا و مبقتش موجودة
لحد م بعدها ب شهور و بمنتهى الصدفة
قابلتها مرة تانية
لكن المرادي
عرفتني بنفسها باسم ريم
نفس الابتسامة الجميلة .. نفس طريقة الكلام
حتى نفس ديكور الأوضة بتاعتها
لكن مكنش عندها وقتها أي فكرة
عن الحادثة الغريبة اللي حصلت من شهور
وبصراحة
انا كنت ف حيرة غريبة
ومكنتش مقتنع ابدا وقتها ب كل ده
ازاي هنا مش فاكرة ؟!
احنا كان فيه م بيننا كلام ومحادثات كتير ..
ازاي ممكن تكون ناسية كل ده !
حاولت وقتها اني افكرها ب تفاصيل اخر محادثة كانت م بيننا
لكنها وقتها .. بصتلي باستغراب شديد
كأني كنت بهلوس او بخرف
وقتها بصراحة الشك اتملكني
لدرجة اني ابتديت اسأل نفسي
هو انا فعلا اتكلمت مع البنت دي قبل كده ؟!
ولا دي ممكن تكون مجرد الاعيب او هلاوس من عقلي الباطن ؟!
لكن بعدها علطول ب ثواني .. جاتني الإجابة
لإني ف نفس اللحظة
شوفت البنت دي سكتت ل ثواني .. و بعدها
ابتدت ترفع عينيها مرة تانية و هي بتبص ل فوق ب نفس الطريقة .. و بنفس النظرة المريبة
ووقتها
حسيت ب رعشة غريبة جرت ف جسمي كله
نفس السكتة المريبة ..
نفس نظرة الخوف اللي كانت ف عينيها بمجرد م بترجع
كانت حرفيا هي نفس التفاصيل
والحقيقة ان الموضوع كان اكبر من كونه مجرد صدفة
كان كأنه مخطط ثابت
تكرار مفاجئ ل نفس السلوك الغريب كل مرة
وبمجرد ادراكي ب حقيقة كل ده
ابتدى يدور ف دماغي نظريات و تساؤلات كتيرة جدا
هو ممكن كل ده يكون مجرد مصادفة ؟!
ولا الموضوع اكبر من كده ب كتير !
وعشان اوصل للحقيقة
كان لازم اني افكر ف حلول تانية غير كل مرة
وقتها بدأت اني اتكلم معاها مرة تانية بصورة طبيعية
اثناء م عقلي طول الوقت
كان بيحلل كل الاحتمالات الموجودة
كنت حريص جدا اني محاولش اني ابينلها ..
او ابين لأيا كان ايه هو الشئ اللي بيراقبها
اي شئ بيدور ف دماغي
وبعدها ب دقايق
ابتديت اجيب ورقة و قلم من عالمكتب بتاعي
ايديا كانت بترتعش وانا بكتبلها أول سؤال جه ف دماغي
و قلبي .. كان بيدق بمنتهى السرعة
و بمجرد م خلصت كتابة السؤال
ابتديت ارفع الورقة بايدي وانا موجهها للكاميرا
وانا بحاول اخلي تعبيرات وشي طبيعية على قد م اقدر
السؤال كان بيقول
هو فيه حد بيراقبك ؟!
لو اه .. اعملي اي حركة مفاجأة
وبعدها
ابتديت اراقب حركات وشها وانا بدور على اي اشارة او علامة .. على انها فهمت الكلام اللي انا كتبتهولها
وللأسف .. مكنش فيه وقتها .. أي ردة فعل
وبدأت احس ان محاولتي معاها .. بائت بالفشل
لكن ده كان لحد م فجأة .. شوفتها عطست قدام الكاميرا
كانت لحظة صدمة
لحظة انا كنت بالفعل مستنيها
لكنها كانت مزيج من الارتياح .. و الخوف ف نفس الوقت
و ده كان معناه .. انها ممكن تكون فعلا ف خطر حقيقي
وان فيه حد موجود بالفعل بيراقبها
وقتها بدأت بسرعة اكتبلها سؤال تاني
السؤال : هو يقدر يأذيكي ؟!
و بعدها .. رفعت الورقة عالشاشة مرة تانية
و استنيت منها اي ردة فعل
وللمرة التانية .. عطست قدام الكاميرا
وبدأت الاحظ عينيها و هي بتبصلي بنظرة خوف
كأنها بتحاول تطلب اي مساعدة مني
كان فيه اسألة كتير بتدور ف دماغي
انا محتاج اعرف معلومات اكتر عشان اقدر افهم مدى خطورة الموقف اللي هي فيه
عشان كده وقتها
ابتديت اكتبلها سؤال اخير وانا ايدي بترتعش
السؤال : هو ممكن يقتلك ؟!
وبدأت وقتها اني ارفع الورقة
وانا خايف و مرعوب من ردة فعلها عالسؤال ده
والمرادي و بمجرد م عطست
ابتديت الاحظ دموع كانت بتنزل على خدها
واللي منظرها .. كان كافي جدا انه يأكد أي شكوك
كانت بتدور ف دماغي
البنت كانت ف خطر حقيقي
وانا كنت عاجز و بتفرج عليها من خلال شاشة الكمبيوتر
وفجأة ..
الكاميرا اتهزت ب عنف
كان كأن الشخص الموجود اللي واقف ورا الكاميرا
لاحظ ان فيه شئ غريب بيحصل
وبعدها ..
الكاميرا فصلت تماما
وبدأت اسمع صوتها و هي بتتخنق
او بتصارع عشان حياتها
وبعدها ب ثواني
الكاميرا اشتغلت مرة تانية
و ابتديت اشوف منظر الأوضة اللي كانت موجودة فيها
لكن وقتها .. قلبي كان حيقف من كتر الرعب
لأن صورة الاوضة اللي كانت ظاهرة عالشاشة
كانت صورة طبق الأصل من الاوضة بتاعتي
نفس لون الحيطة .. نفس السرير بتاعي
حتى الستاير .. كانت نفس اللون
ازاي ده ممكن يكون حقيقي ؟!!
هو ممكن حد يكون عمل نفس شكل الاوضة بتاعتي ف مكان تاني ؟!
والحقيقة ان كل الافكار المرعبة دي
خلتني افكر انه ممكن كل ده يكون مجرد كابوس!
لكن المفاجأة ان بعدها علطول
الكاميرا اتقلبت
وبدأت اشوف افظع وارعب شئ .. انا شوفته ف حياتي
الشخص اللي كان واقف ورا الكاميرا
الشخص اللي كان بيراقب البنت دي طول الوقت
قرر اخيرا .. انه يكشف وشه قدام الكاميرا
كان وشي انا .. هو اللي موجود قدامي عالشاشة
مكنش مجرد تشابه
كانت صورتي الحقيقة .. كأني واقف قدام المرايا
ابتسامته كانت مرعبة
وتعبيرات وشه كانت مخيفة لدرجة ..
انا عمري ف حياتي م وصلتلها
كان شيطان ب معني الكلمة
كائن كان بيخرج منه كل الرعب و الفزع
اللي انت ممكن تشوفه ف حياتك
وعينيه برغم انها كانت نسخة طبق الاصل من عينيا
لكنها كانت مليانة نظرات مرعبة و مخيفة
كأنها كانت مخبية جواها .. كل الشر الموجود فالعالم
وقتها كان متملكني احساس مرعب بالقلق و الفزع
هو ده ممكن يكون مجرد خدعة او مقلب ؟!
هو ده ممكن يكون توأم ليا انا معرفش عنه حاجة ؟!
ولا ده ممكن يكون .. شئ خارق للطبيعة !
كائن شيطاني قرر انه يدمر حياتي لسبب غير مفهوم!
واثناء م كانت كل الأسئلة دي بتدور ف دماغي
فجأة الكاميرا فصلت .. والاتصال اتقطع
و سابتني ف حالة صدمة رهيبة
وعدم تصديق ل كل اللي بيحصل
فضلت قاعد ل فترة وانا مركز ف الشاشة
عقلي كان مشلول و مش قادر يفسر كل الاحداث
اللي انا شوفتها قدامي
والحقيقة ان صورة نسختي الشيطانية
فضلت ملازماني وقتها و شلة كل تفكيري
فكرة ان ف مكان ما .. فيه شخص .. او حتى كيان شيطاني
لابس الوش بتاعك..وبيعمل حاجات غلط و غير مشروعة
هي فكرة مرعبة جدا ف حد ذاتها
وللأسف .. مصير هنا أو ريم
أو ايا كان اسم البنت دي .. كان مجهول وقتها بالنسبالي
كان غموض بشع و مأساوي .. ورا مصير البنت دي
يا ترى مين البنت دي ؟!
و مين الشخص او الشئ الغامض اللي كان لابس نفس وشي ؟!
وهل ممكن فعلا .. اكون فالحقيقة .. انا الشبح ده ؟!
و اثناء كل الافكار المرعبة دي
و التساؤلات الغريبة اللي كانت بتدور ف دماغي
فجأة سمعت صوت شيطاني .. جي مالأوضة بتاعتي
صوت .. شل جسمي كله ف مكانه
الصوت : جاهز للمحادثة الجديدة ؟!!
(ضحكة شيطانية) ...
تعليقات
إرسال تعليق